Monday, February 27, 2017

الشيخ صاحب السوبرماركت، والاسئلة القائمة

تمت كتابة هذه التدوينة بتاريخ نشرها، فإذا حدث لي أي ضرر في الأيام القادمة، فاعلموا أن السبب يقبع وراء الأسئلة التي قامت هذه التدوينة بإثارتها حول شخصية الشيخ صاحب السوبرماركت. من هم الأشخاص الذين يريدون قمع هذه الأسئلة ولماذا؟ وما هي طبيعة علاقتهم بالشيخ صاحب السوبرماركت؟ هل له شبكة علاقات مع السلطة؟ أم أن تصرفاته الغريبة والكتومة تشي بمدرسة المقاومة في الجنوب اللبناني؟ الشيخ وحده يعلم.

قبل انتقالي إلى الشركة التي يقع في مقابلها سوبرماركت الشيخ، كُنت اعمل لدى شركة لم أكون فيها أي علاقة مع
أي سوبرماركت فضلاً عن أيّ شخصٍ آخر، فالبيئة في الشركة الأولى كانت من الناحية الاقتصادية والثقافية أمراً غريباً عنّي، لكنّه يجبر كل من يدخل به أن يحاول مسايرته، فالنظام البرجوازي للأكل يجبرك على طلب الأكل من المطاعم الفاخرة، على الرغم من كمية الخوازيق الاقتصادية التي سيجلبها هذا النظام، لكن لا سبيل لاجتنابه. وكنت قد ذهبت عدّة مرات إلى سوبرماركت قريب من الشركة لكنّ صاحبها لم يجذب انتباهي بأيّ شكل من الأشكال، فكأنه متجهّز للتعامل مع الزبائن بنفس منطق الشركة، التعاقدية المطلقة، حيث العلاقات الاجتماعية والاحاديث داخل الشركة تتسم بهذا الأمر حتى ولو بشكل غير مباشر. قبل ستة أشهر انتقلت من شركة أقل تعاقدية وأكثر تراحمية بتعبير المسيري، من الوجبات الفاخرة التي تأتي لشخص واحد فقط، وإن لم يُكملها وحده تُرمى في القمامة والثقافة ذات الطابع الغربي الصلب بما تحمله من تواصل اجتماعي بارد، إلى التواصل الاجتماعي الدافئ والوجبات الجماعية من الحمص والتونا وغيره من “طعام الكادحين” حسب تعبير صديقي “سعد” - بالرغم من المستوى المادّي المتساوي مع العاملين في الشركة الأول-، تلك الوجبات الي يمكن احضار مكوناتها من سوبرماركت الشيخ. وهنا تعرفت لأول مرة على الشيخ صاحب السوبرماركت المثير للريبة. هل كان شباب الشركة وبناتها يتبعون هذا النظام التراحمي قبل وجود الشيخ؟ أم وجوده دفعهم لهذا النظام؟ وحده الشيخ يعلم. 
بعد يوم من الدوام قررت الذهاب إلى السوبرماركت، استقبلني الشيخ بجملة كانت فاتحة الشكّ بالنسبة لي، قال: “حكولي إنك رح تيجي”. من هُم؟ ولماذا؟ وما كان يقصد من اكتفائه بجملة واحدة؟ صديقي “سعد، هو الشخص الوحيد الذي اعرفه في البيئة الجديدة، وهو مفتاحي الوحيد لكل شيء بما يتعلق بالأسئلة، عندما سألته عن الشيخ قال لي: “مقاطعه”، لم يُقل لي السبب رغم إلحاحي بالسؤال، ولم يُشر لي بأي شكلٍ يجب علي أن اتعامل مع الشيخ. لماذا يُقاطع سعد الشيخ، هل يعرف سراً خطيراً لا يمكن البوح به؟ سعد سافر إلى أمريكا، هل كان هروبا من السر الذي يحمله بخصوص الشيخ؟ هل له علاقة بالشبكات التي يقيمها حزب الله في الباحة الخلفية لأمريكا؟ وحده الشيخ يعلم.

عندما تبدأ الحياة العملية أو ما يعرف بالوظيفة، حينها يُصبح الروتين جزءاً من حياتك بشكل لا يمكنك مقاومته، وأنا بالأساس إنسان روتيني، فالأمر بالنسبة لي أصبح جدولاً واحداً لكلّ يوم، الساعة الحادية عشرة صباحاً من كل يوم اشتري الكاباتشينو والبسكوت من الشيخ، وفي الواحدة إلا ربع، اشتري علبة سبرايت، أدفع ما علي ولا يكون هنالك أي كلام بيني وبين الشيخ. قبل عيد الأضحى بأسبوعين ذهبت لأشتري كالمعتاد فقال لي(وهي أول مرة يفتح فيها حديثاً معي بعد تلك الجملة الافتتاحية): “بعد العيد رح تحكيلي عن قصة الصيد”. هكذا فحسب. وهي قصة نقلتها عن صديق واخبرتها لصديق واحد فقط على لسانه، فكيف علم الشيخ بالقصة؟ هل يقصد القصة ذاتها؟ ولماذا بعد أسبوعين؟ ولم لم يطالبني بها الآن؟ هل يقصد “صيد” من نوع آخر؟ هل هو “كود” لم استطع فهمه؟ أنا لم أعلّق وحتّى الآن لم يراجعني في الموضوع، ما الذي حدث؟ وكيف نفسّره؟ فقط الشيخ يعلم.

بعض - أقصد كل - التعليقات من الشيخ أثناء الشراء لا يمكنني أن آخذها بعفوية، فكل ما يتعلّق بالشيخ مثير للارتياب، قبل عدة أسابيع عندما اشتريت من عنده قال لي: “الله يعطيك”، بصوتٍ غريب، ذات الصوت الذي يحمل عدة معاني، ذات الصوت الذي أخبرني به عن الموعد الذي سأخبره فيه بقصة “الصيد”، ما الذي قصده بالله يعطيك؟ هل يسخر منّي لأنني اشتري منه بمبلغ قليل؟ أو لأنني لا يبدو عليّ الثراء؟ قبل عدة أيام قال لي:”الله يستر عليك”، هل يعرف الشيخ عن علاقاتي النسائية وسهري المتأخر في أماكن مشبوهة؟ وكيف؟ أم هل يراني إنسان هيجان ويجب علي أن اتزوج؟ أو هو يدعو لي بالزواج؟ هل يكرهني لهذه الدرجة؟ بأن يدعو علي بالزواج؟ أنا للاحتياط لم أسكت هذه المرّة، قلت له بتهددني؟ لم يجب، وبقيت الإجابة عند الشيخ وحده.

قبل عدّة أيام ذهبت لاشتري كالمعتاد، لكنني نسيت عقلي أمام الكومبيوتر، وهذا يحصل كثيراً للمبرمجين، إلى أن يصل الحد أن يبقى العقل أمام الكومبيوتر دائماً فيما يذهب صاحبه لأماكن أخرى، هذا الأمر دفعني لأنسى أن ادفع له، فقال لي: بدكش الباقي؟
بالأمس عندما اشتريت قلت له: بدك أدفعلك؟ فقال لي: والله يا براء زي ما بدك، أنا ما بتفرق علي، بتعرف أنا مش جاي هان عشان اشتغل، أنا فاتح المحل بس أضيع وقت. لم استطع إخفاء إعجابي بالإجابة وقلت له أنني سأسجلها، لكن مع إعادة النظر في الإجابة، هل الشيخ فعلاً لا يعمل في السوبرماركت بهدف العيش؟ هل له أسباب أخرى؟ ماذا يريد الشيخ من كل هذه الطلاسم؟ فقط الشيخ يعلم.


2 comments:

  1. FBIكأنها صفحة من مذكرات شخص بين أيدي ال

    ReplyDelete
  2. اكل خرا ,, رح يبطل يعلم اشي قريبا :)

    ReplyDelete