Tuesday, April 28, 2015

في الاستمتاع الذاتي والعيش على الهامش

صباح الليل والمسا والأشياء الكثيرة اللي ما بتنتسى، صباح البدايات التي تبدأ من المنتصف والرسائل الغير مكتملة، صباح الليالي التي لا تنتهي، صباح القمر الذي يبدو في هذه اللحظة كتفّاحة شبيهة بجهاز الماك الذي لن أشتريه لأسباب سياسية اجتماعية وأسباب أخرى ما بتنتسى. صباح القمر مرةّ أخرى، لكن هذه المرة يبدو في تدويره كخاتم زواج لن يحصل لأسباب أتمنى أن تُنتسى، وين كنّا؟ اه في المهم.
المهم أنني توصلت لأمر خطير بعد عدة جلسات مستمرة وبعضها سرّية مع عدد من الأصدقاء وبعد قراءات متفرقة وغوص في تدوينات لأشخاص من العصر القديم، ما وصلت إليه بكل سهولة أن هذا الجيل لا يعوّل عليه، ويحتاج لإصلاحات عظيمة كالراوتر الذي لدي، ابن اللذين بيفصل أكثر من عدد المرات التي تقوم جارتنا بالصراخ على أبنائها، وكأنني أسمع صراخها في أذني، أقوم بتكاسل وأغلق النافذة، فأنا أفضل أن اختنق على أن اسمع صوتها. وين كنّا ووين صرنا؟ اه جيل لا يعوّل عليه، جيل يدخّن بشراهة لا يمكنه الركض لمسافات طويلة في المواجهات، وجيل لا يلعب الرياضة لا يمكنه رشق الحجارة بدون الإصابة بشد عضلي في الكتف والمؤخرة، وجيل يمارس العادة السرية بشكل يومي لن يصمد في جلسات التحقيق(على رأي صديق قال أن أوجاع الظهر سبب رئيسي للاعترافات).

مؤخراً قرأت خبراً مفاده سيتم نشر أسماء الأشخاص الذين يتصفحّون المواقع الإباحية، سعدت كثيراً، وقلت في رأسي: أخيراً، عندما نصحوا في الصباح ونجد أسماء جميع أبناء الشعب تتلألأ في سماءٍ بلا غيوم سنتعامل أخيراً مع الموضوع بأريحية وبدون إنكار، لكن وكحال كلّ الأمور الجيّدة، لم يحدث. طبعاً أنا من موقفي الشخصي هذا أطالب بإيجاد مُصطلح بديل ومحايد يصف العادة السرية بشكل طبيعي يُعطي التعريف الإصطلاحي معنىً يشي بالتفهّم، على كلّ حال هذا مش موضوعنا. 
نحن نعيش في عصر مكشوف، كلّ شيء فيه بيّن، الفيسبوك يفضحنا جميعاً، قبل فترة وجدت أحد الأصدقاء يعمل "تاغاً" لصديقه على صورة ملثّلم يقوم برشق الحجارة، أحا، وطبعاً جيل يكرّر قول أحا، لا يعوّل عليه، فالتردّد وابداء الاعتراض المستمر المستهجن يقلّل من فرصة العمل السريع على أرض الواقع. نجن جيل يشتهر فيه "الكوميدي الساخر"، ننشر ثقافة السخرية ونعطيها مكانة خاصةً بدون أن نعلم أن السخرية ليست سوى هدماً، نحن جيل أدمن الهدم بسبب غياب الأمل ببناءٍ ما، هل رأيت شخصاً يسخر من شيء يريد بناءه؟ وعلى سيرة السخرية، الجار القديم لعنة الله عليه قد رحل أخيراً، في أغلب الليالي الصيفية كهذه كان يبسبس لي بعد منتصف الليل، فشرفته تقع على الجانب المقابل لنافذتي مع أنها ليست على نفس المستوى، فنافذتي أعلى بنصف طابق تقريباً، كان يبسبس لي، براء، بسسس بسسس، ليطلب منّي إسدال الستارة على نافذتي لأن ضوء غرفتي يزعجه، أحا مرةً أخرى، ولذلك بناءً على ما سبق، قررت أن أكف عن المهادنة وتكبير راسي حتى استوعب جاري، فلن أسدل الستارة بعد اليوم، ومن يزعجه ضوء الغرفة أو منظري داخل غرفتي عليه أن يسدل ستارته هو، ومن ثمّ سأحاول تغيير بعض العادات السيئة عند اصدقائي وأولها العادة السرية، فمرّة واحدة كل أسبوع تكفي، طبعاً لا يمكنني أن اقنعهم بتركها نهائياً لأن نجوم السماء أقرب، ولأن الأمر مضر صحياً، على ذمّة أحد الأصدقاء الأطبّاء. سأقنعهم بالكفّ عن التفكير والبدأ في العمل، فالتفكير بدعه وكل بدعةٍ ضلالة وكلّ ضلالةٍ في النار والعياذ بالله.
لا تهملني لا تنساني يا شمس المساكين، بعيداً عن هموم الشباب الحالي الذي يتلخّص بنقاشات حريّة المرأة، ويتناسون أن الفتاة لا تصلح إلا للمطبخ، ويتناقشون حول حقوق الإنسان وينسون أن لا وجود للإنسان أصلاً، أحد أصدقائي نشر صورةً لجدّ البشرية الأكبر وهو عبارة عن السمكة التي تطورنا منها لنصبح بشراً، طبعا الصورة التي نشرها له كما عبّر عنها كانت في وضعية "موش مريحة". بعيداً عن الذين يصرخون بأننا نعيش حالة آبرتهايد شبيهة بما حدث في جنوب إفريقيا، بعيداً كثيراً عنهم، أرغب بوضعهم في إفريقيا فعلاً وأنساهم هناك حتّى يتعلموا الفرق بين الاستعمار والفصل العنصري. جدار الفصل العنصري سمّيتوه يا ولاد الكلب اه؟

بعيداً عن كل هذه الدوشة التي لا طعم لها ولا رائحة، بعيداً عن هذا الإحساس بأننا خلقنا في زمن ليس لنا، تعرفين؟ كان يجب أن نولد قبل ألف سنة، أو بعد ألف سنة، أما هذا الزمان بصراحة موش عاجبني. بعيداً عن كلّ هذا الكلام الذي لا طعم له ولا رائحة، تماماً كحجاب على بنطلون جينز ضيّق، بصراحة لا اعتقد انّ الذي شاهدته اليوم كان من نوع "جينز" لكن هذه الأنواع الكثيرة التي نراها تجاوزت قدرتي على الحصر والمتابعة وتشي بصعوبة مهمتي في اقناع اصدقائي بالتوقف عن العادات السيئة. وحتى لا ندخل في جدالات لا تسبّب سوى وجع الرأس تعالي نقعد بالفاي، ما لحدا هالفاي. تعالي نختبئ قليلاً حيث يمكننا شتم الجميع بدون أن يرفع بنا أحد المناديب تقريراً، فكما تعلمين يا صفيّة مناديب حركة التعريص الوطني سيرفعون قضيّة على كلّ من يشتم أبو عمار، تخيّلي! يجب أن أرفع أنا قضية ضدهم بتهمة منع الفرح ونشر الملل. تعالي نجلس على الهماش حيث لا يرانا أحد، حيث يمكننا أن "ناخد راحتنا"، تعالي لنكون أشياء لا أحد يلقي لها بالاً، لنكن القلم الأبيض في علبة التلوين، أو اللون الأصفر في إشارة المرور، أو التحذير الذي يظهر عند فتح المواقع الإباحية، "أضئني، ولو كسراج زيتٍ في قبور الأولياء، ودعني". تعالي نرتاح قليلاً قبل أن أعود للخروج مع أصدقائي مرّةً أخرى، ولأن المواضيع المشتركة بيني وبين اصدقائي تتقلّص بشكل مخيف مع مرور الأيام، سأجد وقتاً كافياً للاصغاء أكثر وللتدقيق والتحليل، وسأقوم بإخبارك عن الأشياء التي اكتشفها قريبا. وحتى ذلك الحين، صباح ومسا.. شي ما بينتسى.



1 comment: